08‏/08‏/2009

هـذيــــــــــــــــان النسيــــــــــــــــــــان


هذيان النسيان
بقلم فاطمة الزهراء طوبال


في جوف الكلمات
سكنت أعماق الفضفضات
لأبوح بنغم
تعزفه ألحان الآلات
وفي فسوح شاهدت
غرفا تغازل أفكاري
ففتحت إحداها مع الأسحار
وفي قلب النعيم
احتضنت أسراري
والبراءة غطت
كل المجاري
ومن كل الربوع
صنعت لي تاج الملوك
أحسستني بأنوثتي
وثقتي وقوتي
لأن الجوف قد أفرغ
من الإكتئاب
هكذا إذن سارعتني الثواني
لأرسم من جديد
لوحة العهد الفريد
امتطت جواد أشعاري
فواكبتني الليالي منشدة
والنجوم لم تمل
سكوني و إدباري
فارتخت قصائدي
ولم يقوى القلم
على دسها ولا حبري
هكذا إذن
حاكمتني بالأسر
وأنا في ساحة الإنتظار
هواجس العالم
هواجس الظلام
وكوابيس الدمار
فباغتتني الأسقام
فصرت و العدم سيان
أين وجودي ؟ أين شعوري ؟
كله ذاب مع الأيام
لنشهد مصرعه في ساحة النسيان
ففرضوا علينا جزية الآلام
لندخل مسرح النسيان
فجرينا نجمع الدرهم و الدينار
لنمحو ما دمرته الفرسان
علهم يسمحون لنا
بدخول معركة النسيان
فارتفعت الأسهم
وغليت الأسعار
ولا أحد يساعدنا على
دفع الدمار
أين أنا ؟ ومن هؤلاء ؟
هل هم بشر من عالمي !
أم ذئاب ؟ أم أشرار!
لا أحد يرحم
و السوق تنهار
بيعت المشاعر
ودفنت الأفكار
وجاءت التماسيح
تعلن الإستثمار
لا أحد يصدقها
زيفت المبادىء
وصارت الحلقة
بيد التجار...
أنهك التعب قواي
وأنا أجمع الدرهم و الدينار
لأدفع الجزية
علني أدخل ساحة النسيان
وفي غضون الذكرى
راودتني سبل الإعتبار
فرسمت لوحة شخصي
ولونتها بالريشة البنفسجية
وأمضيت أسفلها
لتتحف الآثار
ولازالت تراودني
عن نفسها الأفكار
لأرميها بالحبر
كنزول الأمطار
وبعد هنيهة صارت ممزوجة الفصلين
شتوية...خريفية
هكذا تصارعت ليثقل الميزان
إناؤه صافي الحروف
ثقلت كلمة اللباقة و الشغوف
فجف الشعور
وأعلنت قصائدي الإنتحار
كيف تمادت تلك السنين؟
كيف تدرجت لتعذبني؟
كيف صعدت أدراج سلمي
دون استئذان
كيف امتطت مكتبي
كأوراق الخريف
كيف فتحت النوافذ
ودخل الضباب
كيف دخل الضباب
كيف رموا بالرماح من حول عيني
فاستضافهم ألف سؤال و سؤال
وأعجزوا عن رد السؤال
ولم يصرو إلا أسارى للهزال
الهزال

07‏/08‏/2009

الرحيـــل


فردوس العمـــر.....// بقلم فاطمة الزهراء طــوبال


لما عزمت الرحيل

خلفت من ورائي

أنغامي و ألحاني

و هرعت للتبديل

وقافيتي وبحوري وأوزاني...

فودعت مع كل ذلك

قصائدي

و حرقت إلهامي.....

لما عزمت الرحيل

جاءتني الخبايا بقال و قيل

فلم أبالي

و الحديث جميل

عددت الدقائق و الثواني

و تجهزت للرحيل

فباح من صوتي

لحن الهديل

يمحو من أمامي

سبيل السنين

فلم أجد لسنين الماضي سبيل

سنين الشرود

في ضل الأعاصير

سنين أسكنتني

مدينة الأوهام

اختفت من وراء المغيب

وأشعلت في موطني

سهاما

وجهت

كصاروخ الفضاء

أصابه الجفاء

و غاب الضياء

هكذا إذن فعلت السنين

فقررت أن أرحل

في عمر آخر

فحن جفني لموج الأشعار

صيته يرسوفي ميناء الكلمات

و هنيهة يغفومع عراك الصفحات

و يتوغل في العمق

فترتعش الفقرات

لما أهرع للرحيل

أقلب وجه الصفحات

فأسأل ألف سؤال و سؤال

ترى لماتسايرني العصور!!

ومن أمامي لا ألمح

سوى أحاسيس الصخور

دجت في سراياعاصمة الأمس

أم أن العصورلا تروي سوى حكايا

كحكايا مدينة ماسينيساأو يوغورطة..

.أم أن العصوركانت سنة للجحيم!!

لا تأوي إليهاسوى أرواح الغائبين؟

فقررت إذن الرحيل.....

سكنت في ربوع الفضاوصرت أدفع جزية المشتاقين

أقتلع الأوجاع من شراييني

و أنتشل إنتشال العارفين

و يعاودني السؤال طرحا

ترى لما نصبوا لي فخ الكمين!؟

أأخذهم صيت الهلع للصبا

فصاروا سكارى نائمين

يقتاتون العيش حيارى

فانتصر التوحيد على الشاردين

تراني كالطيف أغزو الأنفاس

ما تراك تسأل أو تسألين!؟...

خبأ الجرح انكساري

و لهف الجفون

و حر الحنين

توهجت به أضلعي

كي ترتقي و رفعة الجبين

و نبض الخفقان حرك دمعي

وتوهج شعري

على آلات العازفين

وحارت الخطى من

ثورتي و تصدعي

ما أخطأت نوايايا الموجودين

شماة عزي تواضعي تطلعي..

ومن سبيلي حان الرحيل

إلى فردوس العمر

سمت بي عدالة العادلين

حكم الحق

ولم تخفق الموازين

في المدينــة البربريـــــــة


في المدينة البربريـــة.............//بقلم: فاطمـة الزهــراء طــوبال


دخلت مدينة بربرية

و على مظهري

ملامح متعبة

ساقني الطوفان... إليها

دون أن أدري

فوجدت فيها

صخورا دافئة

سلمت لأرضهاأحشائي و شراييني

فدقت حينها...نبضاتي الخافقة

استعذبت من دمي

معاناة كياني

فتنفست من حروفها

غازات ثيفيناغية

ضحك السكون من رفعة جنوني

و أتى يصفق بيديه

فكانت رؤاه من صميمي

إنتماءات أمازيغية

هذا هو استرسالي

و طبيعتي أنثوية

أن معدني هشته

العيون البربرية

هذا هو اعتذاري

و ملامحي شتوية

أن تعاستي انتحرت

و سعادتي أزلية...

تسربت على الهوامش

مع الإشراقة الصبحية

تلك هي الوثائق الأبدية

وقعت عليها انتمائي

بالحروف الثيفيناغية

في جحـــر المنافقيـــن



في جحـــر المنافقيــــن

-----المنافقون في كل واد يهيمون، يقولون مالا يفعلون، في قلوبهم مرض و في نفسهم مرض...نكنيهم بمجانين أنفسهم...بالدين يتلاعبون، أحاديثهم كلام معسول لكن منطقيا غير مقبول، يدعون التسلف و المشي على صراط مستقيم...يدعون أنهم عن ذنوبهم تائبون، لكنهم للآخرين يغتالون ولإهانة غيرهم يتجرأون، بئسا لما يصنعون ثم بئسا لعاقبتهم وماسوف يلقون...
تبا لصنعهم الحيل...تبا لحسن استعمالهم الدين من أجل قضاء مصالحهم الشخصية وإصدار مبررات من أجل الابتعاد عنك وكأنهم يتمنون لوأنك غير موجود...ربما وجدوا عاطفتك تميل إلى حب التدين ميلا فيستغلونها ليبعدونك عن واقعك الحقيقي...مهلا فأين ستذهبون، ما نهايتكم إلا الهوان يلاقيكم ، سحقا لأمثالكم خذلتم ما بنيناه فيكم من طيبة ولطف...ماضيكم أليم وحاضركم لئيم ومستقبلكم كله سقيم...لأنكم انطلقتم من فكرة السقم هذه و الانحراف الغير المجدي و المخذول
...

فاطمة الزهراء طوبال

لماذا يّظلم الإنسان؟


لماذا يظلم الإنسان؟
بقلم فاطمة الزهراء طوبال

كيف يصل بهؤلاء أن يأخذو حقا ليس لهم فيه من نصيب ، قليل من تجده يعترف بظلمه للآخرين إلا من رحم ربي ، إلا من يخاف الله و يأتيه بقلب سليم ، ذاك الذي يظلم سينال عقابه و يأخذ جزاءه عاجلا أم آجلا لأنه في واقع الأمر قد تعدى حدود المنطق و المعقولية فداس شعور الناس و أحاسيسهم دون مبالاته بهم .
ليس من العدل أن يظلم الإنسان أو يهان ، ليس من الحق أن يذل و يسلب في أعز مالديه من أمور ، ليس أبدا من الطبيعي أن نضر بهذا الذي قدسه الله و أعطاه أعز ما عنده و جعله خليفة له في الأرض فكيف نصل بتظليمه مادام الله الذي تسير وفق إرادته كل الكائنات قد حرم الظلم على نفسه ، من يكون هذا الذي يظلم بلا مبالاة و بكل قساوة يدعي أن الآخرين يعيشون في أوهام فيتهمهم بالضعف و يتهمهم بالتقاعس بينما كان الإنسان الذي طبعا هو إنسان أخذته سلوكاته الأخلاقية لأن يحترم كل الناس و يقدرهم و يحمي أملاكهم ويحفظ أسرارهم و يذود عنهم في الحضور و أثناء الغياب لكن مع الأسف أنه يقتل في كل يوم و يمزق في مشاعره و يداس في كرامته و إنسانيته الفذة ليس إلا لأنه إنسان ، كيف يحق لنا أن نحتقر من كان ذراعنا الأيمن وقد جعل نفسه خادمة من أجل الآخرين ، من أجل إسعادهم و بذل الجهود لإرضاءهم و إن خدمة الغير هي عبادة الله الواحد القهار الذي أوصانا أن نحب لغيرنا مانحبه لنفسنا فكيف إذن نسمح لنفسنا بتعذيبه و تقتيله وهو لا يستحق هذا أبدا.
في قبو مظلم نحن نجد الناس غير المنطق ، غير المثالية ، غير الأخلاق ، غير السماة العليا ، غير المبادىء السامية .
نجهل الدروب التي نسير عليها وماتخبأه لنا الأيام من مفاجآت ، طبعا كله بيد الله سبحانه و تعالى ، لكن لماذا يظلم الإنسان ؟ هل لأنه يتصف بالكرم ؟ أم أنهم يرون في صاحب المال المثل الأعلى ؟ و يرون في الشعراء و الكتاب و المفكرين أناس وهميون ؟ هل لأنه طبعا يسير على درب طلب العلم يظلم لأنه يطمح و يطمح من أجل البناء و التشييد ؟
لماذا يظلم البسطاء من الناس ؟ هل لأنهم يقنعون بما لديهم من أشياء و ليست غايتهم سوى طلب العلم و الذود عنه و البحث عنه في الأعماق و الطرقات و أعالي القمم و في كل مكان ؟
لكن تداس كل طموحاتهم التي تهتف إلى جعل الحياة تسير نحو الأفق المشرق الجميل !!
لماذا ... لماذا إذن يهان الإنسان من أجل لا شيء ؟ بل من أجل أنه عانى و تعب وواصل يطمح في الوصول إلى القمم ... تعب فكري و أنا أبحث عن السبب و الناس كلهم نيام لكني لا لن أنام حتى أرى النور يتألق في السماء من جديد و يبعث إلي فسيلة منه حتى أستطيع تفسير ما يجري ما لم أكن في حياتي أدري !

جـراح القــــدر


لما تصارحني الأقدار
بقلم فاطمة الزهراء طوبال

وتصارحني الأقدار
مع الشفق الأحمر
ملامحي
تنزف الإنهيار
لازلت أتفطن
إلا و الأقدار
تصارحني
ولكأني بها تقول
الحياة بداية و موت
فسجلي يا زهور
أحرفا كتابة وصوت
ينصت لها البحار والحوت
فأجبته : ما بالك يا قدر!؟
أنت تجرحني
حطمت سفينتي
إذ لم تقوى على الأمواج
اعترتها الرياح
وتلاها الإعصار الهواج
وروايتي مقسمة الأفواج
وسكتي التي لم ترى
من الناس إلا الإعوجاج
تحطمت سفني
مع الظلمة الليلية
فمن يلم حطامه
من له ينتقم ؟
فإني أنزف دموعا
في كلمات شاعرية
وعن روايتي يا قدر
هل تزعم ؟
أني زهور التي هجرت
مملكتها المنسية !!
ليت أملي المزعوم لا يندثر
من مخلفات الغدر ينكسر
ليت مشاعري الملتهبة لا تتدمر
ففي كل أنشودة آه
إلى المولى أسأله بعلاه
أن لمؤامري ينتقم
و ينقذني من صراع الوهم
مع مصارحة القدر المحتم
لأسرار تحملها لي الأيام
لما كانت الأقدار تصارحني
Zhor Toubal
وهران

فلسفـــة الإغتــــــــراب



لم نكن ندري يوما أنه ستصادفنا مفارقات في حياتنا من منافذ غير متوقعة...أصبح كل شيء يدعو إلى الخوف من شدة الحيرة و الإغتراب...ولم نكن لنعلم أن هذه الحياة صعبة المذاق، كثيرون من تلاعبت بهم الأحلام و تلاعبت بهم سذاجتهم لترميهم في جحر من الإغتراب فلم يدعوهم ذلك إلا إلى القلق و الحسرة و الألم، كيف إذن من تعامله بحسن نية يزرع فيك الرعب و الاضطراب فيخلف فيك الذعر و الاستياء من كل ماهو محاط من حولك...هو الظلم نفسه الذي غالبا ما يقودك إلى عالم الغربة و الشك...إلى فقدانك الثقة بالآخرين...إلى الاستفهام ثم الاستفهام ثم الاستفهام...
إذن أنت غريب نفسك و غريب عن الآخرين و الآخرين غرباء عنك و الحياة من حولك مجرد طيف يعبرك، مرة يعزك و مرة يهينك ولو بلغت من الكبرياء ما بلغه الأباطرة قبلك...
تصبح و العدم سيان بلاشيء، بلا تفكير، بلا برمجة، بلا مخطط مستقبلي، يتحطم كل شيء لديك في لحظة أذاقتك طعم الصدمة الأولى فالثانية فالثالثة، حياتك إذن مليئة بالصدمات بالمنعطفات بالعقبات و المنعرجات...أنت و الخوف أعداء لبعضكما تلسعك الأفاعي من حيث لا تدري ومن حيث لم تكن تتوقع...فيبقى ذاك السم هو العدو اللدود الذي يرافقك في مخيلتك حيثما لجأت و أينما تسير يقتلك فتموت عواطفك و لربما تصبح تشبه تلك السموم.
لكن إياك أن تفقد ثقتك بنفسك !
هذا هو الزمن يواري... يخالف... يعطي... يأخذ...يمددك من الإهانات مدا عنيفا ما أقبح الإهانة التي تلمس كرامتك...ما أقبحها من الآخرين وما أتعب مجرد التفكير في اللحظة التي كنت فيها ساذجا وربما كنت غبيا لأنك لم تتماشى ومتغيرات الزمن وتبديلات الأنفس و الأفكار و الأحاسيس...ما أرذل تلك السنوات التي كنت فيها غافلا تعيش عهد الوفاء كالذي عاشه الأولون من قبلك ، تعتقد أن يومك هذا هو شبيه بعصر محبوب يتجرع السم طالبا الانتحار بمجرد سماعه أن بطله الممجد قد قتل في معركة من المعارك الحربية ، مستعد لأن يقاسمه الموت كما قاسمه الحياة ، مستعد للتضحية من أجل إسعاده و التفريط في عمره و في تذوق طعم شبابه...
ما أقبح مجرد التفكير في وصف عهود الوفاء على أنها كانت مبنية على أوهام، أوهام خيالية لا وجود لها لكننا نحن المتسببون في قتلها لأننا لم نعطي لقيمة الوفاء وزنا حقيقيا يستحق بلوغ قمته من بلغ قمة الإيمان، هو الإيمان بعينه...ما أتعس مشبه الوفاء بالوهم...وما أذله من إنسان لا يعطي للآخرين وزنهم ويجازيهم بما جازوه من ترفع في تعابير تعج كلها بروح الاحترام و التوقير... ما أخذله لأنه لم يحترم للآخرين مشاعرهم...بل هو اتهام باطل لا يستحق الغفران ...ولا غفران بعد الآن لمثل هؤلاء لعديمي الحقوق و المشاعر الإنسانية.
-----المنافقون في كل واد يهيمون، يقولون مالا يفعلون، في قلوبهم مرض و في نفسهم مرض...نكنيهم بمجانين أنفسهم...بالدين يتلاعبون، أحاديثهم كلام معسول لكن منطقيا غير مقبول، يدعون التسلف و المشي على صراط مستقيم...يدعون أنهم عن ذنوبهم تائبون، لكنهم للآخرين يغتالون ولإهانة غيرهم يتجرأون، بئسا لما يصنعون ثم بئسا لعاقبتهم وماسوف يلقون...
تبا لصنعهم الحيل...تبا لحسن استعمالهم الدين من أجل قضاء مصالحهم الشخصية وإصدار مبررات من أجل الابتعاد عنك وكأنهم يتمنون لوأنك غير موجود...ربما وجدوا عاطفتك تميل إلى حب التدين ميلا فيستغلونها ليبعدونك عن واقعك الحقيقي...مهلا فأين ستذهبون ، ما نهايتكم إلا الهوان يلاقيكم ، سحقا لأمثالكم خذلتم ما بنيناه فيكم من طيبة ولطف...ماضيكم أليم وحاضركم لئيم ومستقبلكم كله سقيم...لأنكم انطلقتم من فكرة السقم هذه و الانحراف الغير المجدي و المخذول...
فاطمة الزهراء طوبـــال