07‏/08‏/2009

الرحيـــل


فردوس العمـــر.....// بقلم فاطمة الزهراء طــوبال


لما عزمت الرحيل

خلفت من ورائي

أنغامي و ألحاني

و هرعت للتبديل

وقافيتي وبحوري وأوزاني...

فودعت مع كل ذلك

قصائدي

و حرقت إلهامي.....

لما عزمت الرحيل

جاءتني الخبايا بقال و قيل

فلم أبالي

و الحديث جميل

عددت الدقائق و الثواني

و تجهزت للرحيل

فباح من صوتي

لحن الهديل

يمحو من أمامي

سبيل السنين

فلم أجد لسنين الماضي سبيل

سنين الشرود

في ضل الأعاصير

سنين أسكنتني

مدينة الأوهام

اختفت من وراء المغيب

وأشعلت في موطني

سهاما

وجهت

كصاروخ الفضاء

أصابه الجفاء

و غاب الضياء

هكذا إذن فعلت السنين

فقررت أن أرحل

في عمر آخر

فحن جفني لموج الأشعار

صيته يرسوفي ميناء الكلمات

و هنيهة يغفومع عراك الصفحات

و يتوغل في العمق

فترتعش الفقرات

لما أهرع للرحيل

أقلب وجه الصفحات

فأسأل ألف سؤال و سؤال

ترى لماتسايرني العصور!!

ومن أمامي لا ألمح

سوى أحاسيس الصخور

دجت في سراياعاصمة الأمس

أم أن العصورلا تروي سوى حكايا

كحكايا مدينة ماسينيساأو يوغورطة..

.أم أن العصوركانت سنة للجحيم!!

لا تأوي إليهاسوى أرواح الغائبين؟

فقررت إذن الرحيل.....

سكنت في ربوع الفضاوصرت أدفع جزية المشتاقين

أقتلع الأوجاع من شراييني

و أنتشل إنتشال العارفين

و يعاودني السؤال طرحا

ترى لما نصبوا لي فخ الكمين!؟

أأخذهم صيت الهلع للصبا

فصاروا سكارى نائمين

يقتاتون العيش حيارى

فانتصر التوحيد على الشاردين

تراني كالطيف أغزو الأنفاس

ما تراك تسأل أو تسألين!؟...

خبأ الجرح انكساري

و لهف الجفون

و حر الحنين

توهجت به أضلعي

كي ترتقي و رفعة الجبين

و نبض الخفقان حرك دمعي

وتوهج شعري

على آلات العازفين

وحارت الخطى من

ثورتي و تصدعي

ما أخطأت نوايايا الموجودين

شماة عزي تواضعي تطلعي..

ومن سبيلي حان الرحيل

إلى فردوس العمر

سمت بي عدالة العادلين

حكم الحق

ولم تخفق الموازين

هناك تعليق واحد:

  1. إذا هو عزم على الرحيل نحو المجهول يبدو لنا في المقطوعة الأولى من القصيده , ومن سيدفع ثمن هذا الرحيل في رأيك ؟
    هو : الجمـــــال والإنســـــجام والتناســـق ولحظات من العشق الأزلي التي تفصل بين الشاعر والحقيقة , وكان الحريق الحريق الذي أجتاح الماضي والحاضر بأكمله فأحالة , رمادا وقـــــــــاعاً صفصفاً .
    في المقطوعة الثانية :عزم وإصرار على الرحيل ولكن المجهول لايترك لنا حرية الإختيار فهو يلاحقنا إلى حد نسياننا الزمن ولحظة الوعي والإدراك , ودخول الشاعرة في الضياع في لحظات من الترقب والإنتطـــــــــار وهي حالة نفسية صعبة لا تحسد الشاعرة عليها تصل بالإنسان إلى لحظــات من فقدان الــــــذلت مصحوبــة بلحظات من الحـــــــــزن والترقب لما آلت إليه الأمور وكيف ستصير فيما بعد ؟ ويبقى الإصرار على الرحيل هاجسا يلاحقها في المقطوعة الثانية :" فقررت إذا أن أرحل في عمر آخر " إذا فهي الشاعرة مسكونة بالماضي وتود لو أنــــــــها نزعت عنها هذا الرداء الثقيل وألقته في غياهب النسيان واستحضرت واقعا جديدا وحاضرا يبشر بيوم موعود وساعات تحمل تباشير غد باسم ومستقبل واعد.
    و تو ق واشتياق لأن يلقي هذا البحار التائه مرســـــاته عبر بــــــــر الأمان وشاطىء السلامة ليشعر بالأمن والطمأنينينة كمــــا ألقى عولس مرساة ترحاله بعد سفرٍ طويل عبر مدن بعيدة ومغامرات مثيرة . وصراع مع آلهة الخير والشر .
    في المقطوعة الثالثة : تحلق الشاعرة بعيدا بعيدا في سماء المجهول مع طيور النوارس والعصافير وهي مثقلة بهموم الكادحين مسكونة بوجـــــــــع المتألمين ممزوجة بمعاناة المقهورين التي تبعتها وإن صعدت إلى الأفق الرحب وحلقت في سماء لا نهائي ويبقى الماضي ملاذا لهــــــــــــا مما قد يلحق بهــامن الخــــــوف والهلع فإليه نلجــــــــــأ وبحضنه الدافيء نحتمي وتصيبها غفوة قصيرة وسنة من الكرى ," أأخذهم صوت الهلع للصبا" إذا هو الإرتكاس والجمع بين الواقع وتو ق يصرخ بداخله ويستنفر كل قواها للماضٍ لايفـــــــــــارقها أبـــــــــــداً .
    وفي المقطوعة الأخيرة : شوق وترقب وحنين ممزوج بالألـــــم والإنكسار وأنفــــةٌ وكبريـــــــــاء تعصف بكيان الشاعر وعودة إلى فقدان التوازن والذات المدركة ناتجة عن حيرة في معرفة كنه وأسرار الوجود وتوق للعدلالمطلـــق والعدالة التي تشعر الشاعرة بافتقـــــــادها ضمن معايير هذا الزمن الذي ودت لو غادرته إلى عالـــــــــــم آخر تنــشد فيه سعادة أبديه وتبقى شاعرتنا في بحثها عن السعادة الأبدية التي لا ولن تجد لها جوابا إلا بقول :
    لا ترجو عفوا من سواه هو الإله وهو الذي ملكت يداه كل جاه
    جبروته فوق الذين يغرهم جبروتهم في برهم والأبحر
    تحياتي
    نجيب قاسم

    ردحذف