07‏/08‏/2009

لماذا يّظلم الإنسان؟


لماذا يظلم الإنسان؟
بقلم فاطمة الزهراء طوبال

كيف يصل بهؤلاء أن يأخذو حقا ليس لهم فيه من نصيب ، قليل من تجده يعترف بظلمه للآخرين إلا من رحم ربي ، إلا من يخاف الله و يأتيه بقلب سليم ، ذاك الذي يظلم سينال عقابه و يأخذ جزاءه عاجلا أم آجلا لأنه في واقع الأمر قد تعدى حدود المنطق و المعقولية فداس شعور الناس و أحاسيسهم دون مبالاته بهم .
ليس من العدل أن يظلم الإنسان أو يهان ، ليس من الحق أن يذل و يسلب في أعز مالديه من أمور ، ليس أبدا من الطبيعي أن نضر بهذا الذي قدسه الله و أعطاه أعز ما عنده و جعله خليفة له في الأرض فكيف نصل بتظليمه مادام الله الذي تسير وفق إرادته كل الكائنات قد حرم الظلم على نفسه ، من يكون هذا الذي يظلم بلا مبالاة و بكل قساوة يدعي أن الآخرين يعيشون في أوهام فيتهمهم بالضعف و يتهمهم بالتقاعس بينما كان الإنسان الذي طبعا هو إنسان أخذته سلوكاته الأخلاقية لأن يحترم كل الناس و يقدرهم و يحمي أملاكهم ويحفظ أسرارهم و يذود عنهم في الحضور و أثناء الغياب لكن مع الأسف أنه يقتل في كل يوم و يمزق في مشاعره و يداس في كرامته و إنسانيته الفذة ليس إلا لأنه إنسان ، كيف يحق لنا أن نحتقر من كان ذراعنا الأيمن وقد جعل نفسه خادمة من أجل الآخرين ، من أجل إسعادهم و بذل الجهود لإرضاءهم و إن خدمة الغير هي عبادة الله الواحد القهار الذي أوصانا أن نحب لغيرنا مانحبه لنفسنا فكيف إذن نسمح لنفسنا بتعذيبه و تقتيله وهو لا يستحق هذا أبدا.
في قبو مظلم نحن نجد الناس غير المنطق ، غير المثالية ، غير الأخلاق ، غير السماة العليا ، غير المبادىء السامية .
نجهل الدروب التي نسير عليها وماتخبأه لنا الأيام من مفاجآت ، طبعا كله بيد الله سبحانه و تعالى ، لكن لماذا يظلم الإنسان ؟ هل لأنه يتصف بالكرم ؟ أم أنهم يرون في صاحب المال المثل الأعلى ؟ و يرون في الشعراء و الكتاب و المفكرين أناس وهميون ؟ هل لأنه طبعا يسير على درب طلب العلم يظلم لأنه يطمح و يطمح من أجل البناء و التشييد ؟
لماذا يظلم البسطاء من الناس ؟ هل لأنهم يقنعون بما لديهم من أشياء و ليست غايتهم سوى طلب العلم و الذود عنه و البحث عنه في الأعماق و الطرقات و أعالي القمم و في كل مكان ؟
لكن تداس كل طموحاتهم التي تهتف إلى جعل الحياة تسير نحو الأفق المشرق الجميل !!
لماذا ... لماذا إذن يهان الإنسان من أجل لا شيء ؟ بل من أجل أنه عانى و تعب وواصل يطمح في الوصول إلى القمم ... تعب فكري و أنا أبحث عن السبب و الناس كلهم نيام لكني لا لن أنام حتى أرى النور يتألق في السماء من جديد و يبعث إلي فسيلة منه حتى أستطيع تفسير ما يجري ما لم أكن في حياتي أدري !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق